الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: إعراب القرآن **
وأبي العباس وذلك في باب الشرط والجزاء وذلك أنك إذا قلت: إن تأتني آتيك فسيبويه يقدره على التقديم أو كأن قال: آتيك أن تأتني. وأبو العباس يقدره على إضمار الفاء على تقدير: أن ومن ذلك قوله: " وكذلك قوله: " وهو عند أبي العباس وعند سيبويه يقدر التقديم في " تود ". ومن جعل ما بمعنى الذي فله أن يبتدئ بها ويجعل " تود " الخبر. ومن قال: إن ما معطوفة على قوله " ما عملت " جعل قوله " تود " في موضع الحال من " عملت ". قال أبو علي: في قوله: " وإن جعلت تجد بمعنى تعلم كان " محضرا " المفعول الثاني. والمعنى: يوم تجد كل نفس جزاء ما عملت من خير محضرا وتود لو أن بينها وبينه جزاء ما عملت لا يكون إلا كذلك لأن ما عملته فيما مضى لا يكون محضرا هناك. وقريب من هذا في المعنى قوله: " ويجوز أن يكون موضع ما الثانية رفعا و " تود " في موضع رفع خبر الابتداء. ولا يجوز أن يكون ما بمعنى الجزاء إلا أن يكون " تود ": فهي تود ولو كان: وما عملت من سوء ودت لجاز أن يكون جزاء. ويجوز على قياس قول أبي الحسن في قوله: " وهو قياس قول الفراء عندي لأنه ذكر في حد الجزاء أن قوله: " فسيبويه حمل هذه المواضع على التقديم ولم يجز إضمار الفاء وقال في باب أي: إذا قلت: أيها تشألك هو على إضمار الفاء أي: فلك. ولعله عمل هناك على الموصول إذ أجراها مجراها إذا قلت: أيها تشأ لك هو. وأبو العباس يزعم أنك إذا قلت: إن تأتني آتيك. فقد وقع الجزاء موقعه فلا ينوى به التقديم كما أن الفاعل إذا وقع موقعه لا ينوى به غير موضعه. وسيبويه يقول: إن الشرط على وجهين: أحدهما أن يكون المعتمد المقصود تقديم الشرط وإتباع الجزاء له كقولك: إن تأتني آتك وإن تأتني فأنا مكرم لك. ولا يجوز تقديم الجواب على الشرط. والآخر أن يكون الاعتماد على فعل وفاعل أو مبتدأ وخبرٍ يبتدئه المتكلم ويعلقه بشرط كما يعلقه بظرف فيقول: أكرمك إن أتيتني وأنا مكرمك إن زرتني كما تقول: أكرمك يوم الجمعة. فإذا قال: إن أتيتني أكرمك فليس أكرمك بجواب فيكون تقديما إلى غير موضعه وإنما هو الفعل الذي القصد فيه التقديم.
والجزاء وهذه أيضاً مسألة فيها اختلاف بين سيبويه ويونس وصورتها: أإن تأتني آتك بجزم الجواب عند سيبويه. ويونس يقول: أإن تأتني أتيك بالرفع ويقول: هو في نية التقديم ويقدره: أآتيك إن تأتني. فمن ذلك قوله تعالى: " فهاتان آيتان يحتج بهما سيبويه على يونس وذلك أنه إذا نوى بالجزاء التقديم وجب أن يكون التقدير في الآية الأولى: انقلبتم على أعقابكم فإن مات وفي الآية الأخرى: أفهم الخالدون فإن مت وهذا ليس وجه الكلام وإنما وجه الكلام: أفهم الخالدون إن مت وكذا: انقلبتم على أعقابكم إن مات لأن من قال: أنت ظالم إن فعلت لم يقل: فأنت ظالم إن فعلت فإن قيل: فإن الفاء زيادة قيل: الفاء ها هنا نظير ثم في قوله: " وكما لا يجوز تقدير الزيادة في ثم فكذا ها هنا.
|